لولا امتنانُ العين يا طيفَ الرضا ما سامحت أيامها فيما جرى باتَت مُشَوَّقَةً وَباتَ سَوادُها زونا بِتِمثالِ الجَمالِ مُنَوِّرا تُعطى المُنى وَتُنيلُهُنَّ خَليقَةً بِكَ أَن تُقَدِّمَ في المِنى وَتُؤَخِّرا وَتُعانِقُ القَمَرَ السَنِيَّ عَزيزَةً حَتّى إِذا وَدَّعتَ عانَقتَ الثَرى في ليلة ٍ قدِم الوجودَ هلالُها فدنت كواكبُها تُعلِّمه السُّرى وتريه آثار البدورِ ليقتفي ويرى له الميلادُ أن يتصدّرا ناجيتُ مَن أَهوى ؛ وناجاني بها بين الرياض ، وبين ماءِ سويسرا حيث الجبالُ صغارُها وكبارُها من كل أَبيضَ في الفضاءِ وأَخضرا تَخِذَ الغمامُ بها بيوتاً، فانجلت مشبوبة َ الأجرام ، شائبة َ الذُّرَى
والماءُ من فوق الديار، وتحتَها وخِلالها يجري، ومن حول القرى فيا لثأْرٍ بيننا بعده أقام ، لم يقرب، ولم يبعد مُتصوِّباً، مُتصعِّداً، مُتمهِّلاً مُتسرِّعاً، مُتسلسِلاً، مُتعثِّرا والأَرضُ جِسْرٌ حيث دُرْت ومَعْبَرٌ يصلان جسراً في المياه ومعبرا والفُلكُ في ظلّ البيوت موَاخِراً تطري الجداولَ نحوها والأَنهُرا حتى إذا هَدأَ المَلا في ليله جاذبتُ لَيلِي ثوبَه متحيِّرا وخرجت من بين الجسور، لعلَّني أَستقبِل العَرْفَ الحبيبَ إذا سرَى آوي إِلى الشَجَراتِ وَهيَ تَهُزُّني وَقَدِ اِطمَأَنَّ الطَيرُ فيها بِالكَرى ويهزّ مني الماءُ في لمعانه فأَميلُ أنظر فيه، أطمعُ أَن أرى
فشروقُها الأَملُ الحبيبُ لمن رأَى وغروبُها الأَجلُ البغيضُ لمن درى خطبانِ قاما بالفناءِ على الصَّفا ما كان بينهما الصفاءُ ليعمُرا تتغير الأشياءُ مهما عادوا والله عزّ وجلّ لن يتغيرا أنهارنا تحت السليف وفوقه ولدى جوانبه ، وما بين الذُّرى هي من أشِّ سبيلٍ جئتها غاية ٌ في المجدِ لا تدنو طِلابا رَجْلاً، ورُكْباناً، وزَحْلَقَة ً على عِجلٍ هنالك كهربائيِّ السرَى في مركبٍ مُستأْنسٍ، سالت به قُضُبُ الحديدِ، تعرُّجاً وتحدُّرا ينسابُ ما بين الصخور تمهُّلاً ويخفُّ بين الهُوَّتين تَخطُّرا وإذا اعتلى بالكهرباء لذروة ٍ عصماءَ؛ همّ معانقاً متسوِّرا